شركاء الحريري السابقون… خطأ وخطيئة وندم
“ليبانون ديبايت” – فادي عيد
قد يكون العنوان السياسي الوحيد الذي تقدّم على عنواني الحرب في الجنوب وودائع اللبنانيين “المنهوبة” حتى إشعار آخر، هو العنوان المتعلِّق بالموعد الذي سيحدِّده الرئيس سعد الحريري، الذي استعاد نشاطه السياسي ولو من دون إعلان، من أجل تحديد مصير المشاركة في الحياة السياسية عند حلول لحظة التسوية المنتظرة بعد حرب غزة.
لا يربط وزير سابق، أي استحقاق على الساحة الداخلية بعودة الحريري، لكنه لا يتوقّع أيضاً أن يغادر رئيس تيار “المستقبل” بيروت قريباً، مشيراً إلى أن الحريري، بالتوازي مع انعدام أي نتيجة سياسية واقعية لتحرّكاته ولزيارته سواء بالنسبة للوضع الحالي أو في المستقبل القريب، فالحريري، قد علّق عمله السياسي ولم يوقفه، ولم يقفل بيت الوسط والذي تحوّل إلى رمزٍ ومقرّ لتيار “المستقبل”، حيث أنه من الثابت، ووفق التاريخ اللبناني، وفي علم السياسة في لبنان، من غير الممكن إقفال بيت سياسي، فقد يبتعد السياسي قليلاً عن عالم السياسة أو يغيب لإجراء مراجعة ذاتية أو نقد ذاتي ولفترة معينة، وذلك استعدادا للمرحلة المقبلة، فلا يجب أن ننسى، يقول الوزير الشمالي السابق، إن الرئيس الحريري هو وريث مشروع رفيق الحريري، والذي أرادوا إسقاطه مع اغتياله في العام 2005.
وصحيح أن لبنان منذ الإغتيال إلى اليوم، يعيش انتكاسات وانهيارات متتالية نتيجة اغتيال الحريري، ولكن بعد قرار التعليق، برزت حالة من عدم الإستقرار وعدم التوازن السياسي، خصوصاً وأنه خلال العامين الماضيين، لم تتمكن أي شخصية ـ لا سيما سنّية ـ من ملء الفراغ، أو تكريس نفسها على مستوى وجود وطني شامل، فكان لكل الشخصيات في البيت السنّي وجود مناطقي محلي لا أكثر. وبالتالي، فان الواقع اللبناني كان قد اعتاد على أن الأكثرية السنّية والقرار السنّي مع سعد الحريري، ومع غيابه تكرّس حال من عدم الإستقرار العام وليس فقط السنّي،
فالسنّية السياسية والديموغرافيا الأكبر في لبنان، لطالما اصطفّت مع مشروع الدولة على الدوام، ودفعت الثمن غالياً من رجالاتها من أجل استدامة الدولة وتعزيزها، بحيث يستخلص الوزير الشمالي، بأنه عندما مرضت السنّية السياسية في لبنان، وكان الفراغ في موقع الزعامة في لبنان، مرضت الدولة بأكملها، وهذا ما دفع باقي الشركاء الى أن يشعر قسم منهم بالخطأ، وآخر بالخطيئة وآخر بالندم، على دفعه الحريري إلى قرار الإبتعاد مرحلياً عن عالم السياسة.
خليك “اونلاين”
*إنضموا إلى موقع “جبيل اونلاين” عبر تطبيق what’s app لمواكبة التطورات:*
https://chat.whatsapp.com/FK6Qhi81qdRGOj0yKMUUf0