سعيد لـ”الديار”: إنسحاب المسيحيين من الشراكة لا يخدمهم ومعركة قيادة الجيش غير مرتبطة بمعركة رئاسة الجمهورية
- كتب فادي عيد في الديار
يقرأ النائب السابق فارس سعيد في زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت أكثر من عنوان وهدف، معرباً عن اعتقاده أن “هدف الزيارة ليس إعادة تحريك الملف الرئاسي، بقدر ما هو لإبلاغ المسؤولين اللبنانيين عن خطورة الوضع القائم ما بعد حرب غزة، والذي قد يكون له انعكاس على موضوع رئاسة الجمهورية، إنما الأساسي هو خطورة وضع الجنوب بمعنى أنه ما بعد غزة هناك كلام إسرائيلي حول ترتيب جبهة الشمال أي الجنوب اللبناني”.
ويكشف لـ “الديار” عن أن “هذا الترتيب سيكون إمّا بالتفاهم مع إيران، أو بحربٍ ضد إيران، وفي الحالتين القوى السياسية اللبنانية غائبة، والموجود هو إيران وحزب الله، وبالتالي أي ترتيب مع إيران ستحاول انتزاع ثمن هذا الترتيب في الداخل اللبناني، بدءاً برئاسة الجمهورية وينسحب على كل أشكال بناء الدولة، وأمّا إذا كان هناك اصطدام مع إيران فسيذهب لبنان إلى حرب سندفع ثمنها نحن والحزب بالتساوي”.
ورداً على مقولة أن “نتائج حرب غزة ستأتي بالرئيس اللبناني”، يجزم أن “حرب غزة لا تأتي برئيسٍ للبنان، هي إمّا تسلِّم البلد على طبق من الفضة لأن يصبح تحت النفوذ الإيراني، أو يعود لبنان جزءاً من نظام المصلحة العربية”.
ويشير إلى أنه “منذ 7 تشرين إلى اليوم، تراجعت وظيفة الجيش ومعه القوات الدولية، بحيث إنه فقد الجيش اللبناني، كما فقدت القوات الدولية وظيفتها الحقيقية في الجنوب وتقدّمت مكانها ميليشيات لبنانية وغير لبنانية، والكلام على قيادة الجيش قبل إعادة تحديد وظيفة هذا الجيش كلام غير مسؤول، وأن نخوض معركة تغيير قائد في لحظةٍ لا ندرك فيها بعد ما هي وظيفة هذا الجيش هي معركة غير محسوبة، والكلام بأن معركة قيادة الجيش ترتبط بمعركة رئاسة الجمهورية، غير منطقي ولا أوافق عليه”.
وعن المشهد الداخلي اليوم، لا يخفي وجود مخاوف لديه ولكنه يجزم أن “لا تقسيم للبنان، وليس هناك من إعادة تكوين لفكرة جديدة للبنان، بمعنى أن نخرج من الوحدة ونذهب إلى كانتونات طائفية فهذا غير وارد، إنما الوارد هو أن يكون لبنان ضاحية سياسية لقوى إقليمية في المنطقة أو أن يكون لبنان دولة فاعلة”.
برأيك إلى أين نتّجه؟ يجيب “حتى الآن هو ضاحية سياسية، فهو من دون مرفأ، ويعيش انهياراً مالياً، والقطاع الجامعي منهار، الطبقة السياسية قديمة، وبالتالي نحن من دون موقع، لذا، فإننا ضاحية سياسية ننتظر الأحداث الكبرى لنتكيّف مع نتائجها، ولكن ليس هناك أي لاعب لبناني قادر على التأثير في الحياة الوطنية ما عدا حزب الله”.
وعن الهواجس على مستقبل المسيحيين، يعتبر سعيد “أننا نعيش أخطر مرحلة يمرّ بها المسيحيون، وأكثر مرحلة هم في حاجة إلى إعادة تكوين خطاب سياسي لهم لا سيّما ما بعد غزة، فمن رأى ما حصل في غزة مع قدرات “إسرائيل”، وهي الدولة التي ترتكز على أحادية العنصر اليهودي، ورغم قدراتها العسكرية ورغم دعم العالم لها، فقد اصطدمت بحواجز حقيقية مع العالم العربي بشكل عام والإسلامي بشكل خاص، وانسحاب المسيحيين من الفكرة اللبنانية، أي فكرة “الشراكة” مع المسلمين إلى فكرةٍ أصغر لا تخدم المسيحيين، لا بل على العكس، لذا عليهم أن يستعيدوا سرديتهم القديمة أي سردية لبنان الكبير، وسردية التفاهم مع المسلمين اللبنانيين، وخاصة الانخراط بنظام مصلحة عربية”.