كتب جورج كريم
** كلمتنا في الذكرى السنوية الأولى على غياب الفقيد الكبير رئيس بلدية حالات المهندس شارل باسيل ، وتسمية شارع رئيسي باسمه بقرار بلدي وموافقة وزارة الداخلية تقديرا لعطاءاته وتخليدا لذكراه .
وبهذه المناسبة أقام المجلس البلدي حفل تكريم خطابي في قاعة رعية مار جرجس لتسليم عائلته قرار وزارة الداخلية ، جرى خلاله توزيع كتيب وضعته عائلة الفقيد وتضمن كلمات لأهله وأصدقائه ، ومنها كلمتنا التالية **
الخالدون يذكرون بالأعمال
شارل باسيل خالد بأعماله
دوي سقوط النسر من عليائه لا يماثله دوي سقوط أي طائر. ودوي سقوط القمم بسفوح الجبال يتردد هديراً في عميقِ الوديان.
أما دوي سقوط الأحبة فيحفر في الذاكرة ثلما لا تطمره صروف الزمان.
الثاني من شباط عام 2021 خطف الموت المهندس شارل باسيل رئيس بلدية حالات وهو في عز شبابه وهمة عطائه ، فترك في ثنايا قلوب محبيه وعارفيه حرقة الفراق ولوعة البعاد وطيّبات الذكريات ، لأن الحياة طريق يمر به الأوفياء بسرعة تاركين ذكريات جميلة في القلوب وعطرا طيبا في أزهار الدروب.
لعام مضى ودعنا شارل باسيل عزيزاً عظيماً كبيراً .
كبيراً بانتمائه.
عظيماً بوفائه.
عزيزاً بسخائه.
ودعناه وديعاً كنسمة عطر، كبسمة ثغر ، كضوء فجر .
ودعناه متواضعاً كحبة قمح ،ككسرة خبز ، كنقطة زيت.
حمل الأمانات بين يديه والمسؤوليات على كتفيه، فما ناء بالثانية ولا ضعف امام الأولى وبقي طوال حياته عنواناً للمصداقية والغَيرية والعصامية والنهضة الإنمائية.
ما غرّه مال ولا جاه ولا أبعدته عن طاعة ربه غاية .
وصار عنواناً “للآدمية” في مطارح الدنيا. متلازماً معها متلاصقاً بها مترافقاً وإياها.
مهندساً لامعاً ورجل أعمال واسع التجارة . رئيس بلدية حالات لأربع دورات متتالية ورئيساً أسبق لاتحاد بلديات قضاء جبيل.
رجل العلاقات الواسعة والصداقات الخالصة ، ما قصر عن واجب ولا توانى عن صديق .
رجل “شعرة معاوية” لا يقطعها مع الخصوم ولا يتركها على “غاربها” مع الأصحاب.
إنجازاته الكثيرة تشهد له في بلدته حالات ، وفي اتحاد بلديات جبيل قد يكون توسيع مكب حبالين عقارياً حتى صار على ما هو عليه اليوم من قدرة استيعاب وإقامة معمل للنفايات والتسبيخ أثرا بينا على رؤاه المستقبلية ليبقى قضاء جبيل من أنظف الأقضية اللبنانية على الإطلاق.
شارل باسيل هو القرار والموقف والإقدام والشجاعة.
ما اقعدْه المُحال يوماً ولا المستحيل عليه انتصر.
ما استسلم لضعف ولا أتعبه قدر.
ما استعظم لأمر ولا خاف إن عثر.
ما استمهل لفعل ولا أحجم عند خطر.
أخذ الدنيا بكلتا يديه… فأقبلت الدنيا صاغرة إليه.
طوّع الليل ببنانه وشق العتمة بسنانه.
المهندس شارل باسيل حكاية الأسطورة والبطولة والمثال.
حكاية العمالقة بين الرجال وفي “الأعمال” .
حكاية شركات ومصانع ومؤسسات وعشرات العمال .
حكاية الإحسان وما تعطيه “اليمنى” ستراً عن ” اليسرى” في كل حال .
هو حكاية العصامية والمناقبية والحنان . حكاية الرصانة والرزانة ودفء اللسان .
هو حكاية وطنية تتباهى، ومارونية تتماهى “وحالاتية” تتآخى .
شارل باسيل رحمه الله هو حكاية الجواب بالأعمال قبل السؤال.
٢ شباط ٢٠٢٢
” الروابط ”
جورج كريم
