من جهته، يشــدد المحامي ســــــيمون كرم على
«التمسك بالبقاء في الوطن الأم الذي ولدنا ونشأنا فيه
وأحببناه وارتضينا به بجماله وقباحته، بحســـناته
ومشاكله»، حسـب قوله. ويضيف قائلاً: «وطننا
جميـل جداً بطبيعتـه وبطيبة شـعبه، وكثيرون
يحســـدوننا عليه. وهو غني بالمدارس والجامعات
والمستشفيات التي تتمتع بمستوى عال جداً، وذلك
يجعله منارة الشرق الأوسط. والمشكلة أن إدارة البلد
خاطئة، وعلينا أن نخلصه من سيطرة البعض عليه،
لأن لبنان يتميز بطاقة شبابية استثنائية وعلينا ألا
نخسرها. وبالتالي أنا أرفض فكرة الهجرة لا بل أؤيد
أن يتم تهجير أو إقصاء الأقلية التي أساءت الى البلد».
من ناحيـة أخرى، وكونه محامياً، يسـتطيع
كرم أن يجد بسهولة فرصة عمل في الخارج، حيث
يؤمن الإستقرار لعائلته. ورغم ذلك يؤكد أن طموحه
أن يعيش مع أسرتـه في لبنان، وأن تكون له علاقات
وصداقات هنا، وأن يتمكـن من أن يخدم مجتمعه.
ويعتبر أنه مهما فعل في الخارج سيبقى غريباً ولن
يشعر بالانتماء الوطني، وأنه سيعيش فقط لكي يأكل
ويشرب. هذا ويرى ســــــيمون أن ما مر به لبنان منذ
العام 1975 لم يمر على أية دولة في العالم من مختلف
أنواع الحروب والكوارث والفساد والسرقة، ورغم ذلك
صمد الشعب اللبناني، والقســم الأكبر منه بقي في
أرضه. وهنا يشدد على ضرورة أن نتمثل بأهلنا رغم
كل ما نمر به، إلا أنه استطرد قائلاً: «لكن كي نكون
منطقيين، يمكننا أن نتفهـم أن يغادر البعض من
أجل مساعدة عائلته اقتصادياً، على ألا نبيع كل شيء
ونرحل، لأن ذلك يعد بمثابة انتحار وتخل عن الهوية».
وعن رغبة الكثيرين في الهجـرة اليوم يقول
سيمون: «إذا هاجر الشباب سيشـيخ البلد.
فالشباب هم الضمانة، وإذا غادروا من المحتمل أن
يطمع الكثيرون في بلدنا. من هنا تقع على الشباب
مســؤولية البقاء في أرضهــم لحمايتها والدفاع
عنها. وعـلى المغتربين اللبنانيين أيضـاً أن يبقوا
أعينهم على لبنان وأن يفكروا في العودة الى بلدهم».
23/10/2022